Linn Stalsberg

كتاب في غاية الأهمية، يتناول الليبرالية الجديدة كنظام اقتصادي وسياسي وتداعياته الخطيرة على الأفراد والمجتمعات والمناخ.
فهذا النظام في بدء تطبيقه كان يهدف إلى حرية الفرد والسوق بما يعود بالنفع على الجميع غنيا أو فقيرا ولكن تم تطبيقه بحيث أعطى للسوق حرية كاملة بدون رقيب مما أدى إلى ازدياد ثراء الأثرياء وفقر الفقراء كما خلق حالة من التنافسية التي أدت إلى الاحتكارات وخلقت حالة من التوتر الدائم لدى الأفراد كون عليهم تحمل فشل مساعيهم ودفعتهم دفعا إلى مفهوم الفردية والأنانية واستغلال الفرص وأصبح التفاوت والطبقية بين البشر كبير ذلك أن حرية السوق أدت إلى تقليل الرفاهية والخدمات الاجتماعية ومفهوم التضامن والتعاطف بشكل كبير مما زاد من معاناة الفقراء وجعل الإنسان مثل فأر الهامستر يجري في عجلة من أجل أن يعيش فقط.
كما أن تقديس العمل وزيادة ساعاته و بخس حق الفرد في الإجازات و الجلوس مع أسرته أدى إلى إصابة الموظفين بأمراض شتى سواء نفسية أو بدنية.
ويختم الكتاب بإسهام الليبرالية الجديدة في التغيرات المناخية بسبب استغلال بلاد الجنوب المليئة بالموارد في صنع رفاهية بلاد الشمال وحرمان شعوب بلاد الجنوب من خيرات بلادهم وزيادة بؤسهم.
كما أن العالم الشمالي الصناعي أدى إلى تغيرات بيئية سيئة وغير قابلة للحل بسبب استمرار هذه السياسة الاقتصادية.
وتتساءل الكاتبة عن الحل وكيف يمكن عمل نظام اقتصادي يشمل الحرية والمساواة بين الأفراد ويكون صديقا للبيئة في ذات الوقت.… (más)