معتز حسانين

حسنًا دعونا نكتب عن أول روايةكتاب تمت قرأته للعام 2017. إذا ما أردنا تقييم رواية ما على ما أتذكر فإننا نتحدث عن الشكل والمضمون.. ربما تحتوي على حرق للأحداث لذا إكمال القراءة هو مسئوليتك الشخصية.

رائع لنتذكر سويًا ما يجب النظر إليه إذا ما كنا بصدد الحديث عما قرأته، لم اكتب منذ قرون طويلة لذا تحملوا معي..
أولًا لنبدأ بالشكليات.. لنقل إني معجبة بوجود التشكيل بشكل عام في الرواية، ليس بالكثرة التي تجعلها صعبة ولا بالقلة التي تكتفي بالتنوين. بالنسبة للرسوم فهي لطيفة للغاية لكن يجب أن أعبر عن استيائي بشكل ما للغلاف، حقًا هناك شيء به لم أستطع استساغته لكن ليس هذا ما أود الحديث عنه بالطبع، لنركز قليلًا على الرواية ="D ..

حسنًا بما أنني اكتب هذا الريفيو بينما اقرأ لأنني بالطبع نسيت كيف كانوا يكتبون، لنقل أنني تهت، هناك مدينة الاحلام، هناك الغابة ذات الوحوش المتحولة وهناك الصيادين والكابوسيين والثوار، وحتى أننا وجدنا صانع أحلام أيضًا وأنا كالبطيخة لا افهم من يفعل ماذا! للفصل التاسع بدأ السيد الموقر بالتوضيح فيما يخض الكابوسيين وهو ما يقل قليلًا عن نصف الرواية، لكني لست بموقع لأقول "إيه يتحط فين وإمتى"، طالما هناك عامل التشويق وطالما هناك تفسيرات في الطريق فلماذا نحرق أوراقنا بسرعة! ربما فقط لأنني لم اقرأ منذ فترة وربما لأنني لم اقرأ فانتازيا منذ قديم الأزل..

هناك الكثير من الشخصيات وهو شيء لا بأس به لكن ما حقًا ما دور ناري اللي ظهر لنا في البداية ومن ثم اختفى ولا أحد يدري شيئًا؟ ربما أخذت انبطاع أن أوزير ينافس ويليام في مقعد بطل في البداية، فلا أتذكر حقًا متى ظهر ويليام بينما ظهر أوزير منذ الفصل الأول.. ترهقني الشخصيات الكثيرة بصفة عامة، ربما لهذا السبب عندما انتهيت من الفصول الأخيرة لم أستطع متابعة من مات ممن بقي حيًا.. وبما أننا تطرقنا للفصول الأخيرة فإن حكي المعارك بدا جيدًا، بالرغم من أنني أيضًا لست ممن يقرأون هذا النوع كثيرًا ولست خبيرة به فقد كان مرضيًا بالنسبة لي في أغلبه بالرغم من أنني فقدت القدرة على التمييز بين الشخصيات لكثرتهم في الفصول..

لكن إن كنا سنتحدث عن بناء الشخصيات فأظنه كان جيدًا، وصف الشخصيات كان كافيًا ورسم الشخصيات الرئيسية كان متقنًا.. لكن لنقل أن بناء واجهة كل مجموعة كان ناقصًا بشكل ما، ما الفرق بين الكابوسيين والصيادين؟ هؤلاء المشعوذون، هم مجموعة لكني لم أدرك ما الفرق الجوهري بينهم وبين الباقيين إن كانوا كلهم يستخدمون تعاويذ أو لنقل سحر؟ هذا كان أكثر ما يثير إرباكي في الرواية.. ربما أغفر الأمر لأنها الجزء الأول وأن لها أجزاء أخرى، لكني أعتقد أن قليلًا من التوضيح ولو بهوامش خارجية عن ماهية "العالم" ككل كانت لتجعل الأمر أكثر وضوحًا بدون أن تُخل بالإثارة.. ونرجع ونقول، أنا لم اقرأ فانتازيا منذ قرون ولم اقرأ فانتازيا كثيرًا في واقع الأمر.. آه وبالحديث عن الشخصيات ربما لم ارتبط كثيرًا بـ ويليام بالرغم من كونه بطل الرواية، من وددت رؤيتهم كانوا كارما، وربما أوزير، وتلك الصغيرة آريا. ليس وكأنني أكره البطل الرئيسي بس هو كده =D

حسنًا ننتقل للحبكة أو متن الرواية أو ما ترغبون في تسميته، فكرة الرواية لطيفة للغاية، أرغب في معرفة كيف ستتطور وكيف ستنتهي. لذا إذا ما خُيرت بين إكمالها أو فقط الاكتفاء بالجزء الأول، سأعطيها فرصة واقرأ الجزء الثاني -عندما يقرر كاتبنا الموقر أو دار النشر بنشرها- =D.. لغة الرواية جيدة أيضًا لا أتذكر أنها أثارت استيائي أثناء القراءة وهو شيء جيد.. أيضًا ما هو جدير بالذكر عدم تردد الكاتب في قتل الشخصيات، حقًا أكره الفانتازيا التي تميل إلى اليوتوبيا بشكل غير منطقي أو واقعي.. ربما هذا قد يكون على حساب سعادة القاريء المسكين لكن لنقل أنني أفضلها بالقدر الكافي، لا الكثير ولا القليل، الوسط حلو بردوا ="D

كم نجمة قد أعطيها للرواية؟ هذا أمر مُسبب للحيرة للأسف، حسنًا بما أنها كانت قادرة على جعلي اقرأ فيها ما يقرب من الـ 100 صفحة في الطريق، وربما لأنني انتهيت منها في وقت قياسي مقارنة بمعدلاتي المتدنية هذه الأيام، لنعطها 4 نجوم من 5. لكني سأقتل الكاتب لأنني بحاجة لانتظار الجزء الثاني =D… (más)

ذكرتني بفيلم قديم رأيته في طفولتي اسمه
Logan’s run
حيث من يبلغ الثلاثين من العمر يتم اعدامه للحد من الكثافة السكانية
أنا أحب أدب الديستوبيا كثيرا وأعجبتني الفكرة ولكن لما كانت بهذا القصر؟
فوجئت بها تنتهي بعد ستين صفحة أحسست بخيبة أمل
هل تخيلت نفسك في مدينة يتوفر لك فيها العمل والراتب تحت حكم محتل ولكن ليس من حقك الذهاب إلي البحر إلا بتصريح وفي أوقات معينة لأنه محاط بالأسوار؟
هل تخيلت مكتبة الإسكندرية هذا الصرح الضخم وقد تم إخلاؤه من الكتب وتحول لعنابر فحص الرضا للمواطنين حيث يتم تصفية الساخطين والغير راضين عن هذه الحياة الكئيبة ؟
والأمر أن يكون محظورا عليك اقتناء الكتب أو قراءتها
أية حياة هذه !
كان السرد سلسا ولكني أحسستها مبتورة ، كان من الممكن أن تثريها الكثير من التفاصيل
صراحة أحسست أن الكاتب أنهاها علي عجل ،
لأنه من المقدمة اعتقدت أنها ستشبه فهرنهايت 451 وأنها ستكون مليئة بتفاصيل عن الكتب التي تركها والد البطل له حتي لو بأحداث مغايرة ولكن جاء ذكرها هامشيا ، وتخيلت أنه ستكون هناك مغامرات ومطاردات وأسرار في مكتبة الإسكندرية قديما ومبني فحص الرضا حديثا
كما أن هناك بعض الأخطاء الإملائية والنحوية الطفيفة ينبغي أن يهتم بها مستقبلا ويا حبذا لو أكملها أو حولها لرواية كبيرة لأنها لم تشبع فضولي
وبرغم ذلك استمتعت بها… (más)